قصه... ابطالها... الالم... والامل
--------------------------------------------------------------------------------
في يوم من الأيام قابلت (أمل ) (ألم ) في دربها..كان مجروحاً..دماه تسيل و قد أستنزفه التعب و أستهلكته الحياة بمجملها...في حين كانت أمل مشرقه الوجه...ما إن رأته حتى أقبلت عليه مستفسرة عن حاله و سبب جروحه و هيئته هذه ...أجابها في إعياء :أنا ...آه ..أنا الألم!!
*****.........******...............******......... ...******.............******................******
عندما سمعت أسمه تمتمت..ثم أخذت نفساً عميقاً و تنهدت...ثم ذهبت ..و بعد برهة عادت إليه و معها بعض الضمادات و الماء و الطعام و فراش صغير..
فرشت الأرض..رتبت له مكاناً كي يرتاح...ضمدت جروحه ..طببت علله..وضعت الطعام أمامه...
*****.........******...............******......... ...******.............******................******
في حين كان يسألها هما تفعله و لماذا هي كريمة معه ؟؟و لماذا تقدم الطعام له و تطبب جروحه من دون أذنه؟!
هي كانت صامته...تتابع عملها دون أن تعير بالاً لأسئلته..
أنتهت...لململت حاجياتها ..وودعته منصرفه!!
أستوقفها ...و أعاد سؤاله لها..لماذا ساعدته؟؟و من تكون؟؟
*****.........******...............******......... ...******.............******................******
نظرت أمل لألم مبتسمة و قالت له:أنا أمل..
عندها تنهد و قال:
لله درك..الحمد لله أنك لستي الماُ مثلي ..إذ لا قدرة لك على التحمل!!
نظرت له أمل غاضبة..و قالت له و عينيها مغرورقة بالدموع: الأمل يحتوي الألم..لكنني أتساءل لماذا لا يحتوي أو يستوعب الألم أملاً في حياته؟!
أنا أيضاً أتألم ..فما كل ما آمل فيه يتحقق أمامي ..أو حتى في غيابي..كم و كم من الآمال لن تتحقق...
*****.........******...............******......... ...******.............******................******
أنا أيضاً تعبة..ففي مساعدتي لك و تضميدي لجروحك جهد كبير..أنا أيضاً مجروحة ..و لربما جروحي نزيفها لا يتوقف..وأوجاعي تفتت العظم ..أكثر من جروحك السطحية و دمائك المتجلطة...لكنني أحتوي كل جرح و ألم و تعب..أحتويه بأمل في أن يسكن الجرح ..و يلتئم..أحتويه بأمل أن تهدأ الروح ..و تطمئن..
أنا أمل يحتوي الألم بكل أبعاده...و ما إشراقه وجهي إلا أمل في أن تتجدد الحياة...
*****.........******...............******......... ...******.............******................******
صمت ألم ..للمرة الأولى يسمع في صوتها نبرة أخرى غير تلك التي سمع عنها الكثير و الكثير..للمرة الأولى ينتبه إلى حقيقة أن الأمل يحتوي الألم... لكن الألم لا يحتوي أي أمل في داخله...
فالألم لا يحوي غير الألام و التعب و الأجاع التي لا يأمل في أن تتغير أبداً..
نظر إليها ..حاول الوقوف...لكن جروحه و آلالامه لم تمكنه من ذلك...مدت له أمل يدها...لم يمسكها...
*****.........******...............******......... ...******.............******................******
أمرها بالإبتعاد عنه...عاود المحاولة مستنداً بجذع شجرة قربه..لكن سرعان ما هوى على الأرض من شدة التعب..أبتسمت أمل وهي تقول له:
لو أمسكت يدي الممدوة لك لوقفت...لكنك عنيد و لا يمكن أن تحتوي أملاً أبداً